لعل أروع ما عرفت عن انتشار الموجات اللاسلكية فوق القصيرة VHFهو تصرفها إثناء إقلاعها من الهوائيات واستجابتها لقوانين ميكانزم الانتشار ألموجي وخرقها له أحيانا بمجرد توفر الظرف المكاني والزماني والأجواء المناخية المناسبة لها ولغاية هبوطها على شبكات الاستقبال بحيث تفاجئنا في مرات كثيرة باحتفاضها بطاقتها العالية ونقائها وقطعها لمسافات شاسعة لتصل إلى أجهزتنا سليمة معافاة بعد رحلة طويلة مرت فيها على تضاريس ومناخات عديدة متبعة في ذلك تحدب الكرة الأرضية وانحناءه في مسارات الأفق البعيد ولعل هذه ابرز صفات موضوع بحثنا اليوم .. الموجات المترية فوق القصيرة .
ينضم إلى الموجات المترية فوق القصيرة قسم الموجات المترية (الطويلة) التابع لمجال الموجات فوق القصيرة ويدخل في هذا القسم الموجات الراديوية التي طولها 10 أمتار إلى متر واحد ( الترددات 30 - 300) ميكاهرتز وفي الاتصالات اللاسلكية العملية يدخلون في المجموعة هذه قسم مجال الموجات المترية (القصيرة)المجاور لمجال بحثنا هذا وهو مجال الموجات التي يبلغ طولها من 15 إلى 10 أمتار ( الترددات 20 -30) ميكاهرتز خصوصا في الاتصالات الستراتيجية للقوات المسلحة ( اتصالات السلاح المدرع ). ولعل السر في أهميتها تلك يأتي إلى طبيعة انتشارها وبالتالي نوع الخدمة التي يمكن أن تقدم من خلالها وخصائصها الجيدة في تامين خطوط الاتصالات التلفونية الطويلة .